تصريح معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد
أكد معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشـاد الشيـخ صالـح بن عبد العزيز آل الشيخ على عالمية جائزة نايف بن عبدالعزيز آل سعود العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة، مبينا أن الاهتمام بالسنة النبوية رسالة المملكة العربية السعودية ، حملها سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز ـ رحمه الله ـ اهتماماً منه بالسنة في ظل هذا الزمن الذي يكثر فيه الهجوم على السنة المفرطين الجفاة الذين يريدون تهميش السنة ، ومن الغلاة الذين يحملون السنة على غير مواردها ، ويفهمونه على غير فهمها ، وأن هذه الجائزة التي تهتم بالسنة النبوية المطهرة وعلومها تعطي منهج الاعتدال في التفكير ، ومنهج الاعتدال في فهم السنة ؛ لأن السنة – كما قال السلف – بين الغالي والجافـي ، السنة هي التي تحد من غلو الغالي ، وتحد من انحراف المنحرف ، لأنها طريقة وسط ، لهذا قال علي – رضي الله عنه – : ( عليكم بالنمط الأوسط الذي يرجع إليه الغالي ، ويرتفع منه الجافي ) ، وهذا النمط الأوسط هو الذي دلّت عليه السنة، فهذه الجائزة – بعالميتها ، وبحضورها الكثيف ، وبندرة الموضوعات التي تبحث فيها – تعطي دلالة على ضرورة الاهتمام بالسنة النبوية، وتعطي الإشارة الكبيرة لمكانة سمو الأمير نايف – رحمه الله – في هذا العالم اليوم الذي يموج بين عقلياتٍ ، وما بين نسيان لهذا الدين ، ونسيان للأصول بأن المخرج هو كتاب الله ، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم بالفهم الصحيح المعتدل الذي يوجد عند علماء الإسلام المعتدلين .
جاء ذلك في مستهل تصريح لمعالي الوزير الشيخ صالح آل الشيخ بمناسبة الحفل الختامي للدورة السادسة لجائزة نايف بن عبدالعزيز آل سعود العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة الذي يقام بإذن الله تعالى في النصف الثاني من شهر محرم الجاري 1434هـ .
وأعاد معاليه التأكيد على رسالة المسلمين من علماء ، ودعاة ، وطلبة علم في بيان السنة ، ومواجهة من يحاول الإساءة إليها ، أو الإساءة إلى المصطفى صلى الله عليه وسلم ، وقال : إن السنة تحتاج إلى إيضاح ، وإلى إفهام ؛ لأنّه قد يغلو أناس في فهم السنة ، فتوصلهم إلى خلاف فهم أهل العلم ، ولذلك ظهرت مدارس في التاريخ مختلفة شطّت بأصحابها في فهم السنّة النبوية ، وخرجت انحرافات وفرق في هذا الأمر ، السنة هي سنة النبي صلى الله عليه وسلم و لذلك كل فرقة ، أو نِحلة خرجت عن هذا الهدي النبوي هي محكوم عليها ابتداء بأنها مخالفة للهدي النبوي ، ومادام أنها مخالفة لمنهج النبي صلى الله عليه وسلم ولطريقته وسنته فهو حكم ابتدائي لا يحتاج إلى حاكم .
وبين معاليه أن الإشكالات المعاصرة اليوم ، سواء عن طريق فئات ، أو جماعات ، أو عقليات أو نحو ذلك ، يجب أن تواجه ، وتصابر بالدعوة والبيان والإيضاح لرد الناس إلى منهج السنة ، وإلى طريقتها الوسطى ، مشيراً إلى أن المتتبع للتاريخ يلحظ انحرف أناس كثير عن السنة النبوية ، فقد بدأت الانحرافات من القرن الأول الهجري ، لكن تبقى الطريقة الموثوق بها والمنهج اليقيني هو ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه والسلف الصالح ، وهذا المنهج هو الذي يركز عليه دائماً ولاة الأمر في هذه البلاد بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ، وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ، وقامت عليه هذه البلاد ، وأكده الملـك عبد العزيز – رحمه الله – .
وهذه الجائزة جاءت لتأطير هذه المعاني جميعاً ، فاللأمير نايف ـ رحمه الله ـ قصب السبق في هذا الشأن ، فجزاه الله عن الإسلام وعن السنة النبوية ، والدفاع عنها ، خير الجزاء ، – وتغمده بواسع رحمته ، وأسكنه فسيح جناته – .
وأشاد معالي الوزير بالاهتمام المتواصل الذي أولاه صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز ـ رحمه الله ـ للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة ، من خلال هذه الجائزة التي تعد دليلاً جلياً على عناية سموه الكريم ـ رحمه الله ـ بكل عمل إسلامي ، فيه رفعة للإسلام ، وخدمة لدين الله في داخل هذه البلاد المباركة وفي خارجها ، ومذكراً ” في ذات الوقت ” بكراسي سموه لمختلف الأعمال الإسلامية في عدد من المؤسسات العلمية والأكاديمية من جامعات ونحوها في الداخل والخارج ، إضافة إلى ما حققته الجائزة على مدار سنواتها الماضية من إنجازات لصالح العمل الإسلامي بعمومه ، والدعوة إلى الله بخصوصها ، حتى أضحت هذه الجائزة مركزاً دعوياً عالمياً تضيء بنورها الأصقاع ؛ لما تختص به من السنة وعلومها ، وبما تحدده من موضوعات للتنافس بين مفكري وعلماء العالم الإسلامي الذي أثروا بعلمهم ، وفكرهم ، دراسات السنة وعلومها ، كما أن الجائزة – بمختلف أقسامها – أسهمت ، بفضل الله ، على مدار السنوات الماضية ، في تشجيع البحث العلمي في مجال السنة النبوية وعلومها والدراسات الإسلامية المعاصرة ، وإذكاء روح التنافس العلمي بين الباحثين في جميع أنحاء العالم ، والإسهام في دراسة الواقع المعاصر للعالم الإسلامي ، واقتراح الحلول المناسبة لمشكلاته ، بما يعود بالنفع على المسلمين حاضراً ومستقبلاً ، وإثراء الساحة الإسلامية بالبحوث العلمية الرصينة ، وإبراز محاسن الدين الإسلامي الحنيف ، وصلاحيته لكل زمان ومكان ، والإسهام في التقدم والرقي الحضاري للبشرية .
وقبل أن يختتم معالي الوزير الشيخ صالح آل الشيخ ـ تصريحه ـ أعرب عن يقينه ، وثقته الكبيرة بأن صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف و الأمير محمد بن نايف وإخوتهما سيواصلون هذا العمل المبارك ، ويكملون مسيرة والدهم الجليل في خدمة السنة النبوية المطهرة من خلال هذه الجائزة وتطويرها ، وتوسيع مجالاتها لتشمل جميع علوم السنة ، وسيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم.
وختم معاليه تصريحه ، متوجهاً بالشكر لله ـ سبحانه وتعالى ـ ، على نعمه الكثيرة، وفي مقدمتها نعمة الإسلام ، وتحكيم شرع الله ، والاهتداء بهدي القرآن الكريم، والسنة النبوية المطهرة في الأقوال ، والأعمال ، سائلاً الله العلي القدير أن يجزل الخير والمثوبة لخادم الحرمين الشريفين ، ولسمو ولي عهده الأمين ، وأن يتغمد صاحب الجائزة الأمير نايف بن عبدالعزيز بواسع رحمته ـ على ما قاموا ، ويقومون به ، من أعمال جليلة لخدمة الإسلام والمسلمين ، وخدمة القرآن الكريم ، والسنة النبوية المطهرة ، وأن يديم على هذه البلاد نعمة الأمن والاستقرار ، ورغد العيش، وأن يوفق جميع المسلمين إلى الاعتصام بحبل الله المتين، والتمسك بهديه المبين.